صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

بين نارين بين الخلاص والوحدة


كانت الساعة تدق التاسعة صباحا عندما قمت من النوم هذا اليوم قد كنت نشيطا جدا واول شيء تذكرته ان اليوم يوم طلاقي ان اليوم يوم حريتي .
شعرت بالخوف من الحياة الجديدة التي سوف اقبل عليها.. 
وشعرت بالفرح والسعادة للانتهاء من الكابوس الذي لحق بي منذ تزوجت ..
وبين الشعور بالفرح والشعور بالخوف وبدأت أسأل نفسي أسئلة كثيرة وكان حديث نفسي الاخير قبل قبل انتظار موعد صلاة العشاء لحضور المأذون.
وانا اقول لنفسي نعم لم يكن زواجا..
 لم يكن حبا لم تكن هناك  راحة وكابوس بمعنى الكلمه..
نعم لم تكن شريكا مثاليا لي..
لم تكن إلا شخصية نرجسية بمعنى الكلمه..
 تلك الشخصية التي تلوم  على الآخرين طوال الوقت ..
توجههم تريد ان تغير كل شيء ليناسب مزاجها ونفسها وشكلها امام الناس..
 أين كان عقلي عندما اردت الزواج …
ان الزواج علاقه مقدسه جميله..
 علاقة مودة وسكينة ورحمة…
ميثاق اتعهد به أمام الله بالحب والرعاية والاهتمام والخوف عليها  والقرب إليها.
ورعايتها وحفظها الى نهايه العمر…. 
 علاقة شراكة بين شخصين من اغلى العلاقات والمواثيق إنه ميثاق غليظ….
كنت اريد ان اتزوج واحده اشاركها في بيتي واشاركها في نفسي …
واربط بين عائلتي وعائلتها.
 اعطيها حق ميراثي بعد موتي..
 ان تكون اما لأولادي ..
ان اشاركها في سريري وطعامي..
 ان نتكلم سويا ونحب سويا ونخرج سويا ..
ان نعيش اجمل ايام العمر…
 كيف لي ان أختار واحدة بهذه العشوائية …
وبدون ان اعرفها جيدا واجعلها تشاركني أكبر شراكة في حياتي..
لقد جعلت أسرارنا لدى الجميع ادق الاسرار لحياتنا ..
فتحت باب الخصوصية لأهلها وأهلي تكلمت في أشياء لا يعرفها الا انا وهي كيف لي ان اشعر بالامان معها مرة أخرى..
اعرف ان النساء يقلبون الطاولة عندما يكون هناك خلاف.
ولكن عند الخلاف تظهر المعادن وتظهر حقيقة الإنسان..
فالنهايات اخلاق ….
لقد جعلت اشخاص غرباء لا اعرفهم ولا يعرفونها..
  يدخلون حياتنا وبيوتنا ومواضيعنا حقا اني اكره كل شيء يتعلق بهذه المرأة..
لقد كانت متعلقه بامها ..
ان التعلق بالأم شيء جميل ولكن ان نريد ان نكون نسخة منها بأخطائها…
هذا غير معقول هذا استنساخ لا يعقل هذا جهل
فكنت أقول لنفسي نعم انها ماديه..
 كم تحب المال  تلمع عيناها لحب الدنيا تريد كل شيء في الحياة …
 المال والذهب والادخار والحصول على البيوت..
 اكتب البيت باسمي..
 اكتب السياره باسمي …
وكنت أقول لنفسي ستأخذ كل شيء منك ستأخذ البيت والمفروشات..
 ستحصل على جميع الامتيازات وساكون انا في بداية الصفر من جديد..
وبرغم كل هذا لم أكن ألقي بالا الا للخروج من هذا الكابوس..
 من هذه البيئة السامة من هذه الأجواء المعتمة والمظلمة …
وعندما جاء المأذون الى البيت كنت اشعر بالارتياح بأن كل شيء سينتهي وان آلامي وحزني سوف انتهي وان طريق الحرية مفتوح
..
وتمت اجراءات الطلاق وسالني المأذون هل انت واثق قلت نعم..
كانت النظرات والمشاعر في هذا الوقت مؤلمه حقا ولا اريد ان اصف الأجواء..
 من المنتصر ومن المهزوم..
 من الضعيف من القوي..
 ولكنها لحظه عابره مرت..
نمت على سريري وانا اشعر بالحرية وان همومي قد تبخرت..
 وان المستقبل بيدي الآن  أبدأ حياة جديدة..
 لقد انهيت أعوام من الصراع والخلافات والألم والحزن ..
 ابحث الان عن طريق جديد يا الله ساعدني..


 رغم انني انسان شعرت بالندم والحزن على الايام والعشره ولم افرح لفقدان شخص عزيز علي مهما حدث منه..
ولكنني رغم حزني شكرت الله وصليت ودعوته ان تكون الأيام القادمة أفضل مما مضت.
ولكني خرجت من حفرة لحفرة أعمق منها..
وإنني بما فعلت فتحت بابا جديدا على مصرعيه لصراع جديد..
 مع الزمن مع الاهل مع المجتمع مع الناس..


وذهبت لأهلي لاخبرهم انني انهيت فصل من الصراع ..
لم تمر الا ايام قليله حتى عرفت حقائق الامور..
هؤلاء من يسمون اهلي .ومن أقارب الدم خذلوني خذلانا عظيما..
كانوا دائما يتدخلون في خصوصيات حياتي وينصحوني بالانتهاء من هذا الصراع ويطمئنو علي..
لقد انشغل كل بحياته وكل مشغول باولاده لا مجال لاخ او اخت او عم او خاله لا مجال لللاقارب بعد ذلك في حياتك..
بعد ان خربوا الحياة وكانت نصائحهم خراب مثلهم ها هم يخلعون أيديهم منك بمنتهى السهوله واختفوا من الحياة..
لم يشعروا بيٱسك او مرضك أو خوفك او حياتك الان ..
توقف تدخلهم السافر في حياتك..
 اخواتك الذي كان يسمعون لزوجتك في الماضي ويقولون عنها اشياء كثيره و يهاجمونها  ...
 الان لا يرفعون حتى سماعة الهاتف بمكالمة ولو بالكذب للاطمئنان ..
 الاخوه والاقارب الذين كانوا يشعلون النار والحرب بيني وبين طليقتي في الماضي الان
ليس لهم وجود..
ولماذا الآن لا يوجد اهتمام كما كان في الاول عندما كنت متزوجا باخباري اول باول ..
لم أكن أنا الذي أدخلهم في حياتي بل كانت طليقتي.
ولكنني كنت سعيد باطمئنانهم علي ولكن لم اعرف ان هذا فقط تطفل ودخول فقط لجعلي مدمر ومنهار..
وهل لو كانوا بعيدين عني وعن حياتي لكانت استمرت الحياة…
لم اكن سعيدا في زواجي وكانت هناك مشاكل كثيرة..
 ولكنني رغم انني وحيد معزول اشعر بالغربة والحنين لاولادي الذين اراهم كل فتره كالغريب وصار بيني وبينهم بعد الشمس عن الارض..
ولكنني حتي لو اردت الرجوع فقط الان..
لاكون قريبا من اولادي .
 ونار الخلافات اهون من  العزلة والوحدة والمرارة…
منعوك وقالوا لا لا تفعل هؤلاء الجبناء…
الان عرفتم ان الحفره الأعمق هي حفره الأقارب والإخوة وأقارب الدم…
 هؤلاء من يكسرون الناس حقا من يدمرون العلاقات من يقتلونك وانت حي…
أقارب الدم انها كذبه..
لم يتأذى الانبياء والرسل الا من الاقارب و اقرب الناس اليهم..
اول جريمة قتل في التاريخ كانت من اخ لاخيه..
لن يؤذيك إلا اقاربك واخواتك لن يصيبك الأمراض إلا من حزن وألم من الاخوه والأقارب..
صدق من قال ان الاقارب عقارب..
سيجعلونك تعاني لوحدك وتتألم  لوحدك ..
سيشاهدونك وانت تتالم وتصل إلى مرحلة اليأس والعجز ..
ولا تستطيع ان تقف ثانيه ثم سيكون اللوم عليك ويعطونك كلام يهدم ولا يبني..
لن يهتموا ولن يسألوا ولن يعرفوا ولن يشعروا باي شيء غير السنتهم التي كالسكاكين تقطع فقط في لحمك..
كالمرأة التي مات زوجها أو انفصلت عن زوجها..
وعندما لم تستطيع ان تصرف على أولادها توجهت إلى أن تكون عاملة في محل ما أو تعمل في شيء ما فإذا بالرجل الذي تعمل لصالحه يريد ان يتحرش بها..
وعندما رفضت هذا أخرجها من العمل ..
عندما تعبت من الحياة ولم تستطيع ان تتلقى اي مساعده من القريب او البعيد ..
نظر اليها المجتمع وظلمها ظلما عظيما..
فذهبت لتعمل راقصة فلعنوه وقالوا انظر هي ماذا تفعل هذه الراقصة وهي تعمل لاطعام أولادها..
لم يتركوها لحالها وقالوا عنها انها تقوم بافعال فاضحة ولاموا عليها..
 وهي لم تستطيع أن تطعم نفسها وهي تعاني مع اولادها..
نحن من نصنع الاشياء السيئة في المجتمع بظلمنا لهم عدم الوقوف بجانبهم وإلقاء اللوم سهل جدا من الأقارب والمجتمع


عزيزي القارئ أن الاختيار الخاطئ للزوجة . المرأة للزوج..
  خطأ كبير عليك ان تتمعن في من سوف تعطيها حق أن تكون في بيتك وسريرك ومع اولادك وتشارك في مالك وعائلتك ونفسك ..
وحتى اختيار البعد سوف يقوم مؤلم ايضا لان البدايه من الصفر صعبه ومؤلمه جدا..
نصيحه لكل انسان يريد ان ينفصل..
سوف تكون وحيدا ستبتعد عنك كل الاقارب والاحباب وسوف تكون في النهاية لوحدك..
انت الخسران الوحيد عليك ان تفكر جيدا وان تتعلم من أخطائك وأخطاء الآخرين شكرا لكم..
Ibrahim Abdulazim Ahmed