وقف الرجل الذي قتل مختار المدينة أمام القاضي .. فسأله القاضي : هل صح ما قيل بأنّك قد قتلت مختار المدينة ؟
فقال المتهم : نعم قتلته حينما استفزني كثيراً ... ولكن المختار سامحني وهو يلفظ انفاسه الأخيرة ..
فرد القاضي بعصبية : هل تستهزء بعقولنا من بعد ما استهترت بحياة الناس ايها المجرم .. قتلت روحا ومن ثم تقول أنّ المختار سامحك ! اتعتقد اني جاهل ايها السفاح .. انت مجرم لا تنتمي للانسانية وبلا ذمة ولا ضمير ولا اخلاق .. وقلبك أسود .. وعيونك لن ترى النور بعد الان .. وعليك أن تنتظر حكم الإعدام وأمام الناس أجمع ...
فقال الرجل المتهم : سامحك الله ايها القاضي فالمتهم حقّا سامحني وأوصاني أن أدفع لقاضي المدينة والمقصود انت يا سيدي القاضي مبلغ مئة الف دينار ..
فتبسم القاضي وقال : رحم الله المختار وجمعك به في الجنة ..
فتعجب القوم من قول القاضي ...
فقال القاضي : لا تتعجبوا .. فأنا بعد أن هدأت قليلا وتأملت بعيون هذا الرجل المتهم وجدت فيه الحنان والبراءة .. لم أجد به صفات القاتل .. حتى اني عندما تأملت في وجه هذا الرجل القاتل الطيب رأيته في صحبة المختار بالجنة يضحكان وقد غفر لهما ..!