جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 06/06/2023

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Icon_minitime1الثلاثاء يونيو 06, 2023 7:12 pm

أنا آنسة فى الستين .. عشت حياتى الطويلة المريرة كالكوبرى الممدود عبر ثلاثة أجيال .. لم أعرف الحب .. و لا الزواج
فى العاشرة كنت أحمل أخى الطفل و أغنى له .. و فى الثلاثين كان الطفل قد كبر و تزوج .. فحملت أطفاله .. و الآن و قد كبر أطفال الأطفال .. و تزوجوا .. و بدأت أستقبل على صدرى الهضيم الضامر .. أبناءهم لأعبر بهم السنين الباقية من حياتى .

أنت لا تعرف معنى أن تعيش على الشاطئ .. و تقضى فى الحرمان ستين عاماً .. و أنت عطشان .. لا يمكن أن تعرف هذا لأنك لم تجربه .. فأنت رجل .
و فى صباى كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للشارع و المدرسة ، و النساء خُلِقنَ للمطابخ .
و كان أبى المتوسط الحال يحلم بتريبة أولاده فى الجامعة .. وكان ثمن هذا الحلم بعد أن ماتت أمى أن أظل فى البيت لا أبرحه ..أطبخ و أغسل و أمسح البلاط .. لأوفر ثمن خادمة وطاهية و غسالة و أعاون أبى على تحقيق حلمه الكبير .

كنت الثمن الذى دفعه جيلنا من لحمه و دمه .. لتدخلوا الجامعة و تتعلموا .. و تقولوا للعالم .. نحن الرجال .
و قد كنت سعيدة بهذه التضحية .

كنت أماً عذراء لأجيال ثلاثة تربوا على صدرى .

لكنى الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. أحس أنى غريبة فى عالم غريب .. عالم ملئ بالثرثرة و الغرور و الحب و الإلحاد و الثورة .
بناتى و صبيانى الذين ربيتهم و منحتهم شبابى و عمرى .. ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة أو أنتيكة .. و يسخرون منى لأنى لا أفهم الوجودية و السياسة و الحب .. و يضحكون علىّ .
لقد انتهت دولتى .. و مطبخى الصغير إحتله الطاهى .. و لم يبقى لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار النافذة .
كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير .. و لكن حتى هذا لم أحصل عليه .
كم أنا تَعِسَة .

**********
رد الدكتور مصطفى محمود :

أيتها الام الكبيرة ... إن بناتك اللاتي يقرأن في الوجودية .. والسياسة والحب .. لا يفهمن شيئاً من الحب .. ولسن جديرات بأن يكن خادماتك .. أنت الحب يا أماه ... وأنت الشرف والواجب والتضحية والفضيلة .
لقد ارتضيت أن تكوني الضريبة على الأجيال الجديدة ... الضريبة الفادحة على رأسمالية العلم والثقافة والحرية ... التي تسلمها الرجال خالصة من يديك .
إن كل هذه الثرثرة والمعارف هي بعض من فتات موائدك .. فإن كنت وجدت العقوق من أبنائك ... فإغتفريه .. فهذه حُلَة الأنبياء أمثالك ... وكفاك إحساس المرأة التي خلقت شيئاً عظيماً .

إني أنحني إحتراماً لك ... وأقبل يديك .. يا مريم الطاهرة .

..
د. مصطفى محمود 🖤
من كتاب / 55 مشكلة حب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://futrufygfg888.ahlamontada.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: جعفر عبد الكريم الخابوري-
انتقل الى: